جزء : ٧ رقم الصفحة : ٧١
ولما كان التقدير : لم يؤمنوا به ولا لأجله ولم يتعزلوه، بل بغوا له الغوائل وراموا أن يواقعوا به الدواهي والقواصم، فلم يقدروا على ذلك وآذوا قومه وطال البلاء، سبب عنه قوله :﴿فدعا ربه﴾ الذي أحسن إليه وضمن له سياسته وسياسة قومه، ثم فسر ما دعا به قوله :﴿أن هؤلاء﴾ أي الحقيرون الأراذل الذليلون ﴿قوم﴾ أي لهم قوة على القيام بما يحاولونه ﴿مجرمون﴾ أي عريقون في قطع ما أمرت به أن يوصل، وذلك متضمن وصل ما أمرت به أن يقطع، فكان المعنى : فدعا بهذا المعنى، ولذلك أتى " بأن " الدالة على المصدرية.
ولما كان ممن يستجيب دعاءه ويكرم نداءه، سبب عن ذلك قوله :﴿فأسر﴾ أي فقلنا له : سر عامة الليل - هذا على قراءة المدنيين وابن كثير بوصل الهمزة وعلى قراءة غيرهم بالقطع المعنى : أوقع السرى وهو السير عامة الليل ﴿بعبادي﴾ الذين هم أهل لإضافتهم إلى جنابي، قومك الذين أرسلناك لإسعادهم باستنقاذهم ممن يظلمهم وتفريغهم لعبادتي لا لعبادة غيري.
ولما كان سبحانه قد تقدم إلى بني إسرائيل في أن يكونوا متهيئين في الليلة التي أمر بالسرى فيها بحيث لا يكون لأحد منهم عاقة أصلاً كما تقدم بيانه في الأعراف عن التوراة، بين تأكيده لذلك بقوله :﴿ليلاً﴾ فصار تأكيداً بغير اللفظ، وإنما أمره بالسير في الليل لأنه أوقع بالقبط موت الأبكار ليلاً، فأمر فرعون موسى عليه الصلاة والسلام أن يخرج بقومه في ذلك خوفاً من أن يموت القبط.
٧٢


الصفحة التالية
Icon