ولما كان ذلك لا يتم السرور به إلا بالأزواج قال :﴿وزوجناهم﴾ أي قرناهم كما تقرن الأزواج، وليس المراد به العقد لأنه فعل متعد بنفسه وهو لا يكون في الجنة لأن فائدته الحل، والجنة ليست بدار كلفة من تحليل أو تحريم، وذكر مظهر العظمة تنبيهاً على كمال الشرف ﴿بحور﴾ أي على حسب التوزيع بجواري بيض حسان نقيات الثياب ﴿عين﴾ أي واسعات الأعين.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٨١
٨٣
ولما كان الإنسان في الدنيا يخشى كلفة النفقات، وصف ما هنالك من سعة الخيرات فقال :﴿يدعون﴾ أي يطلبون طلباص هو بغاية المسرة ﴿فيها بكل﴾ لا يمتنع عليهم صنف من الأصناف ببعد مكان ولا فقد أوان، ولا غير ذلك من الشأن، وقال :﴿فاكهة﴾ إيذاناً بأن ذلك مع سعته ليس فيها شيء لإقامة البينة وإنما هو للفتكه ومجرد التلذذ.
ولما كان التوسع في التلذذ يخشى منه غوائل جمة قال :﴿آمنين﴾ أي وهم في غاية الأمن من كل مخوف.
ولما ذكر الأمان، وكان أخوف ما يخاف أهل الدنيا الموت، قال :﴿لا يذوقون فيها﴾ أي الجنة ﴿الموت﴾ أي لا يتجدد لهم أوائل استطعامه فكيف بما وراء ذلك.