ولما كان السياق للمتقين قال :﴿ووقاهم﴾ أي جملة المتقين في جزاء ما اتقوه ﴿عذاب الجحيم﴾ أي التي تقدم إصلاء الأثيم لها، وأما غير المتقين من العصاة فيدخل الله من أراد منهم النار فيعذر كلاًّ منهم على قدر ذنوبه ثم يمتهم فيها ويستمرون إلى أن يأذن الله في الشفاعة فيهم فيخرجهم ثم يحييهم بما يرش عليهم أهل الجنة من ماء الحياة، روى الإمام أحمد في مسنده ومسلم في الإيمان من صحيحه وابن حبان في الشفاعة من سننه والدرامي في صفة الجنة والنار من سننه المشهور بالمسند، وابن أبي حاتم في تفسيره عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :"أما أهل النار الذين هم أهلها" - وقال الدارمي : الذين هم للنار - "فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناس منكم أصابتهم النار بذنوبهم" - أو قال :"بخطاياهم - فأماتهم الله إماتة" وقال الإمام أحمد :"فيميتهم إماتة" وقال الدرامي :"فإن النار تصيبهم على قدر ذنوبهم فيحرقون فيها حتى إذا كانوا فحماً أذن في الشفاعة فجيء بهم" وقال الدرامي :"فيخرجون من النار ضبائر ضبائر فنبتوا على أنهار الجنة، ثم قيل : يا أهل الجنة، أفيضوا عليهم، فينبتون" وقال الدرامي فتنبت لحوهم نبات الحبة في حميل السيل.