لوما كان هذا محلاً يتوقع فيه الإخبار عن حال مكنتهم ليعلم هل تركوا الدفع لمانع فيهم أو لأن ما أتاهم بحيث لا يمكن لأحد دفاعه، قال ذاكراً حرف التوقع مخوفاً للعرب مقسماً لأن قريشاً قد قال قائلهم : إنهم يدفعون العذاب بدفع الزبانية، ونحوها :﴿ولقد﴾ أي فعل بهم ذلك والحال أنا وعزتنا قد ﴿مكناهم﴾ تمكيناً تظهر به عظمتنا ﴿فيما إن﴾ أي الذي ما ﴿مكناكم فيه﴾ من قوة الأبداء وكثرة الأموال وغيرها، وجعل النافي " أن " لأنها أبلغ من " ما " لأن " ما " تنفي تمام الفوت لتركبها من الميم والألف التي حقيقة إدراكها فوت تمام الإدراك و" أن " تنفي أدنى مظاهر مدخولها فكيف بما وراءه من تمامه لأن الهمزة أول مظهر لفوت الألف والنون لمطلق الإظهار - هذا إلى ما في ذلك من عذوبة اللفظ وصونه عن ثقل التكرار إلى غير ذلك من بدائع الأسرار.