ولما كان التقدير : ولا يزال ذلك فعلكم، غياه بقوله :﴿حتى﴾ وبشرهم بالتعبير بأداة التحقق فقال تعالى :﴿إذا أثخنتموهم﴾ أي أغلظتم القتل فيهم وأكثرتموه بحيث صاروا لا حراك بهم كالذي ثخن فأفرط ثخنه ؛ فجعل ذلك شرطاً للأسر كما قال تعالى ﴿وما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض﴾ [الأنفال : ٦٧] ثم قال تعالى مبيناً لما بعد الثخن :﴿فشدوا﴾ أي لأنه لا مانع لكم الآن من الأسر ﴿الوثاق﴾ أي الرباط الذي يستوثق به من الأسر بالربط على أيديهم مجموعة إلى أعناقهم - مجاز عن الأسر بغاية الاستيلاء والقهر.
ولما كان الإمام مخيراً في أسراهم بين أربعة أشياء : القتل والإطلاق مجاناً والإطلاق بالفدية وهي شيء يأخذه عوضاً عن رقابهم والاسترقاق، عبر عن ذلك بقوله
١٥١