ولما كانت محبة الله ورسوله ترضى منها بدون النهاية قال كائناً عن ذلك :﴿بكرة وأصيلاً *﴾ أي وعشياً إيصاناً لما بين النهار والليل بذلك.
ولما ذكر الرسول ﷺ ما أرسله له، وختم الآية بأنه لا يرضى من ذكره وذكر رسوله إلا بالمداومة بالفعل أو بالقوة مع توحيده الضمير إشارة إلى وحدة الإرادة والمداوة بالفعل أو بالقوة مع توحيده الضمير إشارة إلى وحدة الإرادة والمحبة من الرسول والمرسل، أوضح المراد بتوحيد الضمير بقوله مرغباً في اتباعه ومرهباً لأتباعه عن أدنى فترة أو توان فيما دخلوا فيه من الإيمان الذي هو علة الرسال، وما ذكره معه في جواب من يسأل : ما سبب توحيد الضمير والمذكور اثنان ؟ مؤكداً لأجل ما غلب على الطباع البشرية من التقيد بالوهم والنكوص عما غاب ولا مرشد إليه سوى العقل :﴿إن الذين﴾.
ولما كان المضارع قد يراد به مطلق الوقوع لا بقيد زمن معين كما نقلته في أول سورة البقرة عن أبي حيان وغيره، عبر به ترغيباً في تجديد مثل ذلك والاستمرار عليه فقال :﴿يبايعونك﴾ أي في بيعة الرضوان وقبلها وبعدها على ما جئت به من الرسالة التي مقصودها الأعظم النذارة التي مبناها على المخالفة التي تتقاضى الشدائد التي
١٩٣
عمادها الثبات والصبر، وسميت " مبايعة " لأنهم بايعوا أنفسهم فيها من الله بالجنة وهذا معنى الإسلام، فكل من أسلم فقد باع نفسه سبحانه منه ﴿إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم﴾ [التوبة : ١١١]، الآية.
﴿إنما يبايعون الله﴾ أي الملك الأعظم لأن عملك كله من قول وفعل له ﴿وما ينطق عن الهوى﴾ [النجم : ٣].
ولما عظم بيعته بما رغب فيها ترغيباً مشعراً بالترهيبن زادها تعظيماً بما الترهيب فيه أظهر من الأول، فقال مبيناً للأول :﴿يد الله﴾ أي المتردين بالكبرياء.
ولما كان منزهاً.