ولما تابوا، أعتبهم الله في غلظتهم على خير خلقه أن جعلهم أغلظ الناس على شر الناس : الدجال، فإن النبي ﷺ قال :"إنهم أشد الناس عليه ".
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٢٢٤
ولما أنهى سبحانه ما أراد من النهي عن أذى الرسول ﷺ في نفسه، وكان من ذلك أذاه في أمته، فإنه عزيز عليه ما عنتوا وكان من آذاه فيهم فاسقاً، وكان أعظم الأذى فيهم ما أورث كرباً حرباً، وكان ربما اتخذ أهل الأغراض هذه الآدب ذريعة إلى أذى بعض المسلمين فقذفوهم بالإخلال بشيء منها فوقعوا هم فيها فيما قذفوا به غيرهم من الأخلال بحقه والتقيد بولائه ورقه، وكان لرسول الله ﷺ من الأخلاق الطاهرة والمالي الظاهرة ما يؤمن معه أن يوقع شيئاً في غير محله، أن يأمر بأمر من غير حله - هذا مع ما له من العصمة، قال منبهاص على ما في القسم الثالث من مكارم الأخلاق من ترك العجز بالاعتماد على أخبار الفسقة، تخاطباً لكل من أقر بالإيمان على طريق الاستنتاج مما مضى، نادباً إلى الاسترشاد بالعقل الذي نفاه عن أهل الآية السالفة،
٢٢٦