وقد تقدم أن هذا هو المراد بقوله تعال :﴿هل يتسوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون﴾ [الزمر : ٩] لما دل عليه سياقها وسباقها، والأتقى لا يفتخر على غيره لأنه لا يعتقد أنه أتقى، قال الرازي في اللوامع : أكرم الكرم التقوى، وهو مجمع الفاضسل الإنسانية، وألأم اللؤوم الفجور، وذلك أن الكرم اسم للأفعال المحمودة، وهذه الأفعال إنما تكون محمودة إذا كانت عن علم، وقصد بها الله، وهذا هو التقوى، فليس التقوى إلا العلم وتحري الأفعال المحمودة - انتهى.
وذلك لأن التقوى تثبت الكمالات وتنفي النقائص فيصير صاحبها بشرياً ملكياً.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٢٣٤


الصفحة التالية
Icon