ولما تحقق بذلك أمر البعث غاية التحقق، صور خروجهم يه فقال معلقاً بما ختم به الابتداء مما قبله زيادة في تفخيمه وتعظيمه وتبجيله :﴿يوم تشقق الأرض﴾ وعبر بفعل المطاوعة لاقتضاء الحال له، وحذف تاء المطاوعة إشارة إلى سهولة الفعل وسرعته ﴿عنهم﴾ أي مجاوزة لهم بعد أن كانوا في بطنها فيخرجون منها أحياء كما كانوا على ظهرها أحياء، حال كونهم ﴿سراعاً﴾ إلى إجابة مناديها، وأشا إلى عظمه بقوله :
٢٦٨
﴿ذلك﴾ أي الإخراج العظيم جداً ﴿حشر﴾ أي جمع بكره، وزاد في بيان عظمة هذا الأمر بدلالته على اختصاصه باتقديم الجار فقال :﴿علينا﴾ أي خاصة ﴿يسير *﴾ فكيف يتوقف عاقل فيه فضلاً عن أن ينكره، وأما غيرنا فلا يمكنه ذلك بوجه.
انتهى.
ولما أقام سبحانه الأدلة على تمام قدرته وشمول علمه وختم بسهولته عليه واختصاصه به، وصل تسلية للنبي ﷺ بتهديدهم على تكذيبهم بالعلم الذي هو أعظم التهديد فقال :﴿نحن﴾ أي لا غيرنا ولا هم أنفسهم ﴿أعلم﴾ أي من كل من يتوهم فيه العلم ﴿بما يقولون﴾ أي في الحال والاستقبال من التكذيب بالعبث وغيره مع إقرارهم بقدرتنا.