ولما وكان إبقاء آثار المهلكين ادل على قدرة من أهلكهم قال :﴿وتركنا﴾ أي بما لنا من العظمة ﴿فيها﴾ أي تلك القرى بما أوقعنا بها من العذاب الذي كان مبدؤه أنسب شيء بفعل الذاريات من السحاب فإنا قلعنا قراهم كلها وصعدت في الجو كالغمام إلى عنان السماء ولم يشعر أحد من أهلها بشيء من ذلك ثم قلبت وأتبعت الحجارة ثم خسف بها وغمرت بالماء الذي لا يشبه شيئاً من مياه الأرض كما أن خباثتهم لم تشبه خباثة أحد ممن تقدمهم من أهل الأرض ﴿آية﴾ أي علامة عظيمة على قدرتنا على ما نريد ﴿للذين يخافون﴾ كما تقدم آخر ق أنهم المقصودون في الحقيقة بالإنذار لأنهم المنتفعون به دون من قسا قله ولم يعتبر ﴿العذاب الأليم *﴾ أي أن يحل
٢٨١
بهم كما بهذه القرى في الدنيا من رفع الملائكة لهم في الهواء الذراري إلى عنان السماء وقلبهم وإتباعهم الحجارة المحرقة، وغرمهم بالماء المناسب لفعلهم بنتنه وعدم نفعه، وما ادخر لهم في الآخرة أعظم.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٢٧٩