ولما كان الاهتمام بأمر الرزق - وقد ضمنه سبحانه - شاغلاً عن كثير من العبادة، وكان الغنسان يظن أن الذي حثل له ما حواه من الرزق سعيه، قال حاصراً ذلك مؤكداً إزالة لتلك الظنون معللاً لافتاً الكلام إلى سياق الاسم الأعظم الذي لم يتسم به غيره، نصاً على المراد وبالغاً من الإرشاد أقصى المراد :﴿إن الله﴾ أي المحيط بجميع صفات الكمال المنزه عن شوائب النقص ﴿هو﴾ أي لا غيره ﴿الرزاق﴾ أي على سبيل التكرار لكل حي وفي كل وقت.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٢٨٨
ثم وصفه بما يبن هوان ذلك فقال :﴿ذو القوة﴾ أي التي لا تزول بوجه ﴿المتين *﴾ أي الشديد الدائم الشدة.
٢٨٩
ولما أقسم سبانه على الصدق في وعيدهم، ودل على ذلك حتى يجمع قصد أحوالهم على إرادته.
وختم بقوته التي لا حد لها، سبب عن ذلك إيقاعه بالمتوعدين، فقال مؤكداً لأجل إنكارهم :﴿فإن للذين ظلموا﴾ أي الذين أوقعوا الأشياء في غير مواقعها.


الصفحة التالية
Icon