تكرر الست الراجعة إلى الخمس كما ضربت في الجهات الست لأجل النعم التي هي جلب المصالح ضربت فيها للتذكير بدفع النقم الي هو درأ المفاسد ولتحذير منها، ومن فوائد تكرر الست الراجعة إلى الخمس مرتين : مرة لجلب النعم وأخرى لدفع النقم أن الحواس مكررة ظاهراً وباطناً، فمن ذل لسانه بالقرآن ظاهراً صحت حواسه الظاهرة ونورت له الباطنة، ومن أبى عذب بسبب الباطنة فتفسد الظاهرة، واختير للمواعظتين عدد الست مع إرادة جماعة إلى خمسة لأن الست عدد تام وذلك لأن عدد كسورها إذا جمعت سادتها ولم تزد عنها ولم تنقص وهي النصف والثلث والسدس، وهذا العدد مساو لدعائم الإسلام الخمس وحظيرته الجهاد التي هي
٣٥٤
عماد تقوى المتقين أهل مقعد الصدق الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إلى نبيهم ﷺ وما أنزل من قبله المشار به إلى الصيام ﴿كتب عليكم الصيام كما كتب على الذني من قبلكم﴾ [البقرة : ١٨٣] والحج ﴿وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً﴾ [البقرة : ١٢٥] والجهاد ﴿أم حسبتم أن تدخلوا الجنة﴾ [البقرة : ٢١٤ - ٢١٦] إلى قوله :﴿كتب عليكم القتال وهو كره لكم﴾ وذلك إشارة إلى أن هذا الدين تام لا زيادة فيه ولا نقص لأن النبي الذي أرسل ختام الأنبياء، وتمام الرسل الأصفياء.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٣٥٠


الصفحة التالية
Icon