جزء : ٧ رقم الصفحة : ٣٨٥
وهو شؤون يبديها لا شؤون يبتدئها تتعلق قدرته على وفق إرادته على ما تعلق به العلم في الأزل أنه يكون أو يعدم في أوقاته، فكل شيء قانت له خاضع لديه ساجد لعظمته شاهد لقدرته دالّ عليه ﴿وإن من شيء إلا يسبح بحمده﴾ وذلك التعير - مع أنه من أجل النعم - أدل دليل على صفات الكمال له وصفات النقص للمتغيرات وأنها عدم في نفسها ولأنها نعم قال :﴿فبأيّ آلاء ربكما﴾ أي المربي لكما بهذا التدبير العظيم لكل ما يصلحكما ﴿تكذبان *﴾ أبنعمة السمع من جهة الخلف أو غيرها من تصريفه إياكم فيما خلقكم له هو أعلم به منكم من مايشكم وجميع تقلباتكم، وقد تكررت في هذه الآية نعمة الله سبحانه وتعالى لا تحصى لأنها تزيد على السبعة التي هي العدد التام الواحد هو مبدأ لدور جديد من العدد إشارة إلى أنه كلما انقضى منها دور ابتدأ دور آخر، ووجه آخر وهو أن الأخيرة صرح فيها بـ ﴿من في السموات والأرض﴾ والسبع التي قبلها يختص بأهل الأرض إشارة إلى أن أمهات النعم سبع كالسماوات والأرض والكواكب السيارة ونحو ذلك.
ولما انقضى عد النعم العظام على وجه هو في غاية الإمكان من البيان، وكان تغير
٣٨٦


الصفحة التالية
Icon