٤١١
ولما أنتج هذا أنه على خلق اللئيم فهو موضع الحرارة والضيق والخسة والشدة، علله بقوله :﴿إنهم﴾ أكده وإن كان فيهم أهل الضر لاجتماعهم في الاسترواح إلى منابذة الدين باتباع الشهوات، ولأن ما مضى لهم بالنسبة إلى هذا العذاب حال ناعم، وعبر بالكون دلالة على العراقة في ذلك ولو تهيئهم له جبلة وطبعاً فقال :﴿كانوا﴾ أي في الدنيا.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٤١٠
ولما كان ذلك ملازماً للاستغراق في الزمان بميل الطباع، نزع الجار فقال :﴿قبل ذلك﴾ أي الأمر العظيم الذي وصلوا إليه ﴿مترفين *﴾ أي في سعة من العيش منهمكين في الشهوات مستمتعين بها متمكنين فيها لترامي طباعهم إليها فأعقبهم ما في جبلاتهم من الإخلاد إلى الترف عدم الاعتبار والاتعاظ في الدنيا والتكبر على الدعاة إلى الله، وفي الآخرة شدة الألم لرقة أجسامهم المهيأة للترف بتعودها بالراحة بإخلادها إليها وتعويلها عليها ﴿وكانوا﴾ أي مع الترف ﴿يصرون﴾ أي يقيمون ويدومون على سبيل التجديد مما لهم من الميل الجبلي إلى ذلك ﴿على الحنث﴾ أي الذنب، ومنه قولهم : بلغ الغلام الحنث، أي الحلم الذي هو وقت المؤاخذة بالذنب، ويطلق الحنث على الكذب والميل إلى الأبطيل واليمين الغموس ونقض العهد المؤكد.
ولما كان ذلك قد يكون من المعهود مما يغتفر بكونه صغيراً أو في وقت يسير قال :﴿العظيم *﴾ دالاًّ على أنهم يستهينون العظائم من القبائح والفواحش.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٤١٠


الصفحة التالية
Icon