ولما كان حاصل الموت أنه تغيير الصورة التي كانت إلى غيرها، وكان من قدر على تحويل صورة إلى شيء قدر على تحويلها إلى شيء آخر مماثل لذلك الشيء قال :﴿وما نحن﴾ أي على ما لنا من العظمة، وأكد النفي فقال :﴿بمسبوقين *﴾ أي بالموت ولا عاجزين ولا مغلوبين ﴿على أن نبدل﴾ تبديلاً عظيماً ﴿أمثالكم﴾ أي صوركم وأشخاصكم لما تقدم في الشورى من أن المثل في الأصل هو الشيء نفسه ﴿وننشئكم﴾
٤١٦
أي إنشاء جديداً بعد تبديل ذواتكم ﴿في ما لا تعلمون *﴾ فإن بعضهم تأكله السباع أو الحتيان أو الطيور فتنشأ أبدانُها منه، بعضهم يصير تراباً فربما نشأ منه نبات فأكلته الدواب، فنشأ منه أبدانها، وربما صار ترابه من معادن الأرض كالذهب والفضة والحديد والحجر ونحو ذلك، وقد لمح إلى ذلك قوله تعالى :﴿قل كونوا حجارة أو حديداً أو خلقاً﴾ إلى آخرها، أو يكون المعنى كما قال البغوي : نأتي بخلق مثلكم بدلاً منكم ونخلقكم فيما لا تعلمون من الصور.
أي بتغيير أوصافكم وصوركم في صور أخرى بالمسخ، ومن قدر على ذلك قدر على الإعادة.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٤١٥