جزء : ٧ رقم الصفحة : ٤٣٣
وقال الأستاذ أبو جعفر بن الزبير العاصمي في برهانه : لما تقدم قوله سبحانه وتعالى ﴿فلولا تصدقون﴾ [الواقعة : ٥٧] وفيه من التقريع والتوبيخ لمن قرع به ما لا
٤٣٣
خفاء به، ثم اتبع بقوله تعالى ﴿أفرءيتم ما تمنون﴾ [الواقعة : ٥٨] الآيات إلى قوله ﴿ومتاعاً للمقوين﴾ [الواقعة : ٧٣] فعزروا ووبخوا على سوء جهلهم وقبح ضلالهم، ثم قال سبحانه وتعالى بعد ذلك ﴿أبهذا الحديث أنتم مدهنون﴾ [الواقعة : ٨١] واستمر توبيخهم إلى قوله :﴿إن كنتم صادقين﴾ [الواقعة : ٨٧] فلما أشارت هذه الآيات إلى قبائح مرتكباتهم، أعقب تعالى ذلك تنزيهه عز وجل عن سوء ما انتحلوه وضلالهم فيما جهلوه فقال تعالى ﴿فسبح باسم ربك﴾ [الواقعة : ٦٩] أي نزهه عن عظيم ضلالهم وسوء ابجترائهم، ثم أعقب ذلك بقوله ﴿سبح لله ما في السموات والأرض﴾ أي سبح باسم ربك، فهي سنة العالم بأسرهم ﴿وله أسلم من في السموات والأرض﴾ [آل عمران : ٨٣] ﴿سبح لله ما في السموات والأرض﴾ ثم أتبع ذلك بقوله :﴿له الملك وله الحمد﴾ فبين تعالى انفراده بصفة الجلال ونعوت الكمال، وأنه المتفرد بالملك والحمد وأنه الأول والآخر والظاهر والباطن إلى قوله :﴿وهو عليم بذات الصدور﴾ فتضمنت هذه الآيات إرغام من أشير إلى حاله في الآية المتقدمة من سورة الواقعة وقطع ضلالهم والتعريف بما جهلوه من صفاته العلى وأسمائه الحسنى جل وتعالى، وافتتحت آي السورتين واتصلت معانيها ثم صرف الخطاب إلى عباده المؤمنين فقال تعالى ﴿آمنوا بالله ورسوله﴾ واستمرت الآي على خطابهم إلى آخر السورة - انتهى.