ولما تشوفوا لذلك أخبروا بالمبشر به بقوله مخبراً إشارة إلى أن المخبر به يحسد من البشرى لكونه معدن السرور ﴿جنات﴾ أي كائنة لكم تتصرفون فيها أعظم تصرف، والخبر في الأصل دخول، ولكنه عجل عنه لما ذكر من المبالغة ثم وصفها بما لا تكمل اللذة إلا به فقال ؛ ﴿تجري﴾ وأفهم القرب بإثبات الجارّ فقال :﴿من تحتها الأنهار﴾ ولما كان ذلك لا تتم مع خوف الانقطاع قال :﴿خالدين فيها﴾ خلوداً لا آخر له لأن الله أورثكم ذلك ما لا يورث عنكم كما كان الحكم الدنيا لأن الجنة لا موت فيها.
ولما كان هذا أمراً سارّاً في ذلك المقام الضنك محباً بأمر استأنف مدحه بقوله :﴿ذلك﴾ أي هذا الأمر العظيم جداً ﴿هو﴾ أي وحده ﴿الفوز العظيم *﴾ أي الذي ملأ بعظمته جميع الجهات من ذواتكم وأبدانكم ونفوسكم وأرواحكم.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٤٤٢


الصفحة التالية
Icon