ولما كان الذكر وحده كافياً في الخشوع والإنابة والخضوع لأنه مجمع لكل رغبة ومنبع لكل رهبة، وكان من الناس من لا نفوذ له فيما له سبحانه من الجلال والإكرام قال :﴿وما نزل﴾ أي الله تعالى بالتدريج - على قراءة الجماعة بالتشديد، وما وجد إنزاله من عند الله على حاتم رسله ﷺ على قراءة نافع وحفص عن عاصم ورويس بخلف عنه عن يعقوب بالتخفيف ﴿من الحق﴾ أي من الوعد الوعيد والوعظ وغير ذلك على نبيكم ﷺ من القرآن إشارة إلى أن غير هذا الذكر دخله الدخيل، وأما هذا فثابت ثباتاً لا يقدر أحد على إزالته.
٤٤٧
ولما كان للمسابقة والمنافسة أمر عظيم في تحريك الهمم لأهل الأنفة وأولي المعالي قال :﴿ولا يكونوا كالذين﴾ ولما كان العلم بمجرده كافياً في إعلاء الهمة فكيف إذا كان من عند الله فكيف إذا كان بكتاب، إشارة إلى ذلك بالبناء للمجهول فقال :﴿أوتوا الكتاب﴾ أي لو كان الإتيان من عند غير الله لكان جديراً بالهداية فكيف وهو من عنده.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٤٤٧
ولما كان إنزال الكتب لم يكن إلا على بني إسرائيل فلم يكن مستغرقاً للزمان الماضي أدخل الجارّ فقال :﴿من قبل﴾ أي قبل ما نزل إليكم وهم اليهود والنصارى.
ولما كانوا في كل قليل يعبرون قال عاطفاً على ﴿أوتوا الكتاب﴾.


الصفحة التالية
Icon