ولما كان التقدير بما أرشد إليه العطف على غير مذكور : فالله بكل شيء من ذلك وغيره عليم، عطف عليه قوله :﴿والله﴾ أي بما له من القدرة الشاملة والعلم المحيط ﴿على كل شيء﴾ على الإطلاق من غير مثنوية أصلاً ﴿شهيد *﴾ أي حفيظ حاضر لا يغيب، ورقيب لا يفعل، حفظه له ورقبه وحضوره إياه مستعل عليه قاهر له بإحاطة قهره بكل شيء ليمكن حفظه له على أتم وجه يريده.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٤٨٦
وقال الإمام أبو جعفر بن الزبير : لما نزه سبحانه نفسه عن تقول الملحدين، وأعلم أن العالم بأسره ينزهه عن ذلك بألسنة أحوالهم لشهادة العوالم على أنفسها بافتقارها لحكيم أوجدها، لا يمكن أن يشبه شيئاً منها بل يتنزه من أوصافها ويتقدس عن سماتها، فقال ﴿سبح لله ما في السماوات والأرض﴾ [الحديد : ١] ومضت أي تعرف بعظيم سلطانه وعليّ ملكه، ثم انصرف الخطاب إلى عباده في قوله :﴿آمنوا بالله ورسوله﴾
٤٨٧


الصفحة التالية
Icon