ولما كان المؤمن قد لا يكون من المشهورين بالعلم قال :﴿والذين﴾ ولما كان العلم في نفسه كافياً في الإعلاء من غير نظر إلى مؤت معين، بنى للمفعول قوله :﴿أوتوا العلم﴾ أي وهم مؤمنون ﴿درجات﴾ درجة بامتثال الأمر وأخرى بالإيمان، ودرجة بفضل علمهم وسابقتهم - روى الطبراني وأبو نعيم في كتاب العلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال :"من جاءه أجله وهو يطلب العلم ليحيي به الإسلام لم يفضله النبيون إلا بدرجة واحدة"، رواه الدرامي وابن السني في رياضة المتعلمين عن الحسن غير منسوب، قال شيخنا : فقيل : هو البصري فيكون مرسلاً، وعن الزبير : العلم ذكر فلا يحبه إلا ذكور الرجال.
وكلما كان الإنسان أعلم كان أذكر، ولعله ترك التقييد بـ " من " في هذا وإن كانت مرادة ليفهم أن العلم يعلي صاحبه مطلقاً، فإن كان مؤمناً عاملاً بعلمه كان النهاية، وإن كان عاصياً كان أرفع من مؤمن عاص وعار عن العلم، وإن كان كافراً كانت رفعته دنيوية بالنسبة إلى كافر لا يعلم، ودل على ذلك بختم الآية
٤٩٦


الصفحة التالية
Icon