ولما كان لهم أموال وأولاد يتعززون بها، قال مستأنفاً دالاًّ على أن من استتر بجنة دون طاعته لتسلم دنياه وراءه تكشف لسهام التقدير من حيث لا يشعر، ثم لا دينه يبقى ولا دنياه تسلم :﴿لن تغني﴾ أي بوجه من الوجوه ﴿عنهم﴾ أي في الدنيا ولا في الآخرة بالافتداء ولا بغيره ﴿أموالهم﴾ وأكد النفي بإعادة النفي للتنصيص على كل منهما فقال :﴿ولا أولادهم﴾ أي بالنصرة والمدافعة ﴿من الله﴾ إي إغناء مبتدئاً من الملك الأعلى الذي لا كفوء له ﴿شيئاً﴾ أي من إغناء ولو قل جدّاً، فمهما أراد بهم سبحانه كان ونفد ومضى، لا يدفعه شيء تكذيباً لمن قال منهم : لئن كان يوم القيامة لتكونن أسعد فيه منكم كما نحن الآن ولننصرن بأفنسنا وأموالنا وأولادنا.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٥٠٢
ولما انتفى الإغناء المبتدئ من الله فانتفى بانتفائه كل إغنائه سواه، أنتج ذلك قوله :﴿أولئك﴾ أي البعداء من كل خير ﴿أصحاب النار﴾ ولما أفهمت الصحبة الملازمة، أكدها بقوله :﴿هم﴾ أي خاصة لاضمحلال عذاب غيرهم - لكونهم في الهاوية - في جنب عذابهم ﴿فيها﴾ أي خاصة دون شيء يقصر عنها ﴿خالدون *﴾ أي مقيمون باقون دائمون لازمون إلى غير نهاية.
ولما كان إفسادهم لذات البين سراً، وحلفهم على نفي ذلك جهراً مع الإلزام بقبول ما ظهر من ذلك منهم مع علمه سبحانه وتعالى بأنه كذب غائظاً موجعاً، وكان ربما توهم متوهم أنه تعالى كما ألزم بقبولنا لما ظهر منهم في دار العمل يأمر بقبولهم في
٥٠٣


الصفحة التالية
Icon