ولما كان الحرب إنما هو كر وفر في إسراع وخفة ورشاقة بمخاتلة الفرسان ومراوغة الشجعان ومغاورة أهل الضر والطعان، قال معللاً لكونه فيئاً :﴿فما أوجفتم﴾ أي أسرعتم، وقال ابن إسحاق : حركتم واتبعتم في السير - انتهى، وذلك الإيجاف للغلبة ﴿عليه﴾ وأعرق في النفي بالجار فقال :﴿من خيل﴾ وأكد بإعادة النافي لظن من ظن أنه غنيمة لإحاطتهم بهم فقال :﴿ولا ركاب﴾ أي إبل، غلب ذلك عليها نم بين المركوبات، ولا قطعتم من أجله مسافة، فلم تحصل لكم كبير مشقة في حوز أموالهم لأن قريتهم كانت في حكم المدينة الشريفة ليس بينها وبين ما يلي منها مسافة بل هي ملاصقة لإحدى قرى الأنصار التي المدينة اسم لها كلها، وهي قرية بني عمرو بن
٥١٧
عوف في قباء بينهما وبين القرية التي كان رسول الله نازلاً بها نحو ميلين، فمشى الكل مشياً ولم يركب إلا رسول الله ﷺ ولم يقاتلوا بها قتالاً بعد، فلذلك جعلها الله فيئاً ولم يجعلها غنيمة، فهي تقسم قسمة الفيء، لا قسمة الغنيمة، فخمسها لأهل خمسة الغنيمة وهم الأصناف الخمسة المذكورون في الآية التي بعدها، وما فضل فهو الأربعة الأخماس له ﷺ مضمومة إلى ما حازه من خمس الخمس.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٥١٧