ولما شبه سبحانه أمرهم في طاعتهم لابن أبي ومن معه وهم البعداء المحترقون بسبب إبعاد المؤمنين لهم بإبعاد الله واحتراق أكبادهم لذلك مع ما أعد لهم في الآخرة بأمر بني قينقاع، شبه قصة الكل بقصة الشيطان ومن أطعه من الإنس والجن، فقال مبيناً لمعنى ما حط عليه آخر الكلام :﴿كمثل﴾ أي مثل الكلم الواعدين بالنصر والمغترين بوعدهم مع علمهم بأن الله كتب في الذكر ﴿أغلبن أنا ورسلي﴾ [المجالة : ٢١] في إخلافهم الوعد وإسلامهم إياهم عند ما حق الأمر يشبه مثل ﴿الشيطان﴾ أي البعيد من كل خير لبعده من الله المحترق بعذابه، والشيطان هنا مثل المنافقين ﴿إذا قال للإنسان﴾ أي كل من فيه نوس واضطراب وهو هنا مثل اليهود :﴿اكفر﴾ أي بالله بما زين له ووسوس إليه من اتباع الشهوات القائم مقام الأمر.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٥٣٢