ومضى قوم منهم إلى الفريسيين فأخبروهم، فجمع عظماء الكهنة والفريسيون محفلاً فقالوا : ماذا نصنع إذ كان هذا الرجل يعمل آيات كثيرة وإن تركناه فيؤمن به جميع الناس وتأتي الروم فتنقلب على أمتنا وموضعنا، وإن واحداً منهم اسمه قيافاً كان أعظم الكهنة في تلك السنة قال لهم : إنه خير لنا أن يموت واحد في الشعب من ان تهلك الأمة كلها - إلى آخر مامضى في النساء عند قوله تعالى :﴿وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم﴾ {النساء : ١٥٧] الآيات، نرجع إلى متى قال : حينئذ ذهب الفريسيون وتشاوروا ليصطادوه بكلمة فأرسلوا إليه تلاميذهم والهردوسيين قائلين : يا معلم، قد علمنا أنك محق وطريق الله بالحق تعلم ولا تبالي بأحد ولا تنظر لوجه إنسان فقل لنا ما عندك، أيجوز لنا أن نعطي الجزية لقيصر أم لا ؟ فعلم يسوع شرهم فقال : لماذا تجربوني يا مراؤون أروني دينار الجزية، فأتوه بدينار فقال لهم يسوع : لمن هذه الصورة والكتابة ؟ فقالوا : لقيصر، حينئذ قال لهم : أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله، فلما سمعوا تعجبوا وتركوه ومضوا، وقال يوحنا : فقال يسوع : أنا ماكث فيكم زماناً يسيراً، ثم انطلق إلى من أرسلني وتطلبوني فلا تجدوني، وحيث أكون أنا لستم تقدرون على المجيء إلي فقال اليهود فيما بينهم : إلى أين هذا مزمع أن يذهب حتى لا نجده، لعله مزمع أن قيامة، وسألوه - فذكر سؤالهم وجوابه لهم إلى أن قال في آخر جوابه : أما قرأتم ما قيل لكم من الله، وقال مرقس : في سفر موسى قول الله على العوسج إذ قال : أنا هو إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب وأنتم تضلون كثيراً، وعبارة لوقا : فقد نبأ بذلك موسى في العليقة كما قال الرب : أنا إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب، وقال متى : فلما سمع الجمع بهتوا من تعليمه، فلما سمع ذلك الفريسيون أنه قد أبكم الزنادقة اجتمعوا عليه جميعاً وسأله كاتب منهم ليجربه قائلاً، يا معلم! أي الوصايا أعظم في الناموس ؟ قال له يسوع : تحب الرب إلهك من كل قلبك،


الصفحة التالية
Icon