وأنهم لا عز لهم إلا بحمى الشريعة عن ضلالهم فأعجب لذلك وألجأ إلى الله تعالى بسؤال العافية، فإن القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء، وضربهم بالذل مع كثرتهم في غاية الدلالة على الله سبحانه لأن الملك الكامل القدرة لايقر من يطعن في ملكه ويسعى فر رد رسالته وإهانة رسله ولقد أنجز سبحانه كثيراً من وعده بما دل - لكونه تغليباً على أقوى الملوك من الأكاسرة والقياصرة - على لاقدرة على الباقين، وذلك أنه لما تقاعد قومه عن نصرته وانتدبوا
٥٨٤
لتكذيبه وجحد ما شاهدوه من صدقه يسر الله له أنصاراً من أمته هم نزاع القبائل وأجاد الأفاضل وسادات الأماثل فبلغوا في تأييده أقصى الأمل.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٥٨٢


الصفحة التالية
Icon