سبحانه نفسه عن ذلك ثم قال :﴿هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم﴾ [الجمعة : ٢] إلى قوله :﴿ذو الفضل العظيم﴾ [الجمعة : ٤] ثم أعلم تعالى بحال طائفة لاح لهم نور الهدى ووضح لها سبيل الحق فعميت عن ذلك وارتبكت في ظلمات جهلها ولم تزدد بما حملت إلا حيرة وضلالة فقال تعالى :﴿مثل الذي حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً﴾ [الجمعة : ٥] الآيات وهي في معرض التنبيه لمن تقدم الثناء عليه ورحمه الله إياه لئلا يكونوا فيما يتلو عليهم نبيهم من الآيات ويعلمهم من الكتاب والحكمة مثل أولئك الممتحنين، فإنهم مقتوا ولعنوا بعد حملهم التوراة، وزعموا أنهم حمله والوفاء به فوعظ هؤلاء بمثالهم لطفاً من الله لهذه الأمة ﴿وما يتذكر إلا أولوا الألباب﴾ انتهى.