ولما كان الحبس في البرزخ أمراً - مع أنه لا بد منه - مهولاً، نبه عليه وعلى طوله بأداة التراخي فقال :﴿ثم تردون﴾ ونبه بالبناء للمفعول على القهر منه سبحانه والصغار منهم وأنه عنده في غاية السهولة ﴿إلى عالم الغيب﴾ وهو كل ما غاب عن العباد فهو مخبر عن أخلاقكم عن علم.
ولما كان بعض الفلاسفة يقر بعلمه تعالى بالكليات، وينكر علمه بالجزئيات قال :﴿والشهادة﴾ وهي كل ما ظهر وتشخص ولو لواحد من الخلق قبل كونه وبعد كونه.
ولما كان التوقيف على الأعمال فظيعاً مرجفاً، قال مسبباً عن الرد :﴿فينبئكم﴾ أي يخبركم إخباراً عظيماً مستقصى مستوفى ﴿بما كنتم﴾ أي بما
٥٩٨
هو لكم كالجبلة ﴿تعملون *﴾ أي بكل جزء منه مما برز إلى الخارج ومما كان في جبلاتكم ولو لقيتم لعلمتموه ليجازيكم عليه.


الصفحة التالية
Icon