ولما كان المعنى على طريق النتائج التي لا شك في إراشاد اللفظ إليها : الله عالم فإنه يقول ذلك، عطف عليه قوله حاثاً على المسارعة إلى الخروج عن عهدة الطاعات والاستعداد لما لا بد منه من اللقاء محذراً من الإخلال ولأنه لا تهديد كالعلم :﴿والله﴾ أي الذي له الإحاطة الشاملة علماً وقدرة ﴿خبير﴾ أي بالغ الخبرة والعلم ظاهراً وباطناً ﴿بما تعلمون *﴾ أي توقعون عمله في الماضي والحال والمآل كله ظاهره وباطنه من هذا الذي أخبرتكم أن المحتضر العاصي يقوله ومن غيره منه ومن غيره أيها الناس - هذا على قراءة الجمهور بالخطاب، وعلى قراءة أبي بكر عن
٦١٦
عاصم بالغيب يمكن أن يراد المنافقون، ويمكن أن يعم فيكون الضمير للنفس على المعنى ويمكن أن يكون الضمير للناس على الالتفات للإعراض تخويفاً لهم، ولذلك علم سبحانه كذب المنافقين في أنهم يعتقدون ما شهدوا به في أمر الرسالة وعلم جميع ما قص من أخبارهم ﴿ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير﴾ [الملك : ١٤] والله أعلم.
٦١٧
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٦١٤