لا مندوحة لهم عنها ما يكون لهم خلقاً مما يفوتهم من مضمون سائر السورة المطولات، فكان أحق ما افتتح به مفصلهم حرف القاف الذي هو وتر الآحاد حتى صارت عشرة، ثم إذا ضربت في نفسها صارت مائة، فافتتح به المفصل، ليكون مضمون ما يحتوي عليه أظهر مما يحتوي عليه ما افتتح بآلم، ولذلك كان ﷺ يكثر أن يقرأ في خطبة الجمعة سورة " ق " فيفتتح للعامة المتوجه بخطبة يوم الجمعة إليهم لأنها صلاة جامعة الظاهر بفاتحة المفصل الخاص، وفي مضمونها من معنى القدرة والقهر المحتاج إليه في إقامة أمر العامة ما فيه كفاية، وشفعت بسورة " ن " المظهرة ظاهر " ق " فخصوا بما فيه القهر الإبانة، واختصت سورة " ن " من مقتضى العلم بما هو محيط بأمر العامة المنتهي إلى غاية الذكر الشامل
٩٣
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٨٩