الاعتبار بما ذكر من عمومه جار في كل المخلوقات ولا يستقل بفهم مجاريه إلا آحاد من العقلاء بعد التحريك والتنبيه، فشاهدته بنبوة الآتي به قائمة واضحة، ثم قد تكررت في السورة دلالات كقوله ﴿ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح﴾ [الملك : ٥] وقوله ﴿ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير﴾ [
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٨٩
الملك : ١٤] الآيات إلى آخر السورة، وأدناها كاف في الاعتبار فأنى يصدر بعض عن متصف ببعض ما هزئوا به في قولهم : مجنون وساحر وشاعر وكذاب، ﴿كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون﴾ [المطففين : ١٤] فلعظيم ما انطوت عليه سورة الملك من البراهين اتبعت بتنزيه الآتي بها
٩٦


الصفحة التالية
Icon