ولما كان طبعهم أنهم كانوا يلينون له ﷺ بعض الأوقات خداعاً كما قيل في سبب نزول " الكافرون " من أنهم قالوا له ﷺ : تعالى فلنصطلح على أن تعبد إلهك سنه وتعبد آلهتنا سنة، ونحو هذا من الأباطيل حتى أنهم سجدوا وراءه ﷺ لما تلا عليهم سورة النجم فسجد فيها فسجد وراءه الكفار والمؤمنون والجن والإنس حتى سمع المهاجرون إلى الحبشة وهم بالحبشة فرجع بعضهم ظناً منهم أنهم قد أسلموا فوجدوهم على أخبث ما كانوا عليه أولاً، قال سبحانه معرفاً بأن ذلك منهم خداع :﴿فيدهنون *﴾ أي فبسبب ودادتهم أنك تدهن هم يدهنون، فهو عطف على " ودوا " لا جواب " لو " لأجل تنبيه ﷺ على أن لينهم إنما هوخداع لم يرد به غير الفساد، وقد أخروا الإدهان وإن كانوا قديماً في وداده طمعاً في أن تبدأ به فيظهروه حينئذ، قال القشيري : من أصبح عليلاً تمنى أن يكون الناس كلهم مرضى.
ولما نهاه عن طاعة المكذب وعلله، وكان من الناس من يخفي تكذيبهن قال ناصباً علامات المكذب :﴿لو تطع﴾ أي في وقت من الأوقات منهم ولا من غيرهم ﴿كل حلاف﴾ أي مبالغ في الاجتراء على الأيمان وإن لم يظهر لك تكذيبه، وليس المراد
١٠٠


الصفحة التالية
Icon