جزء : ٨ رقم الصفحة : ١٠٢
ولما كان حطام هذه الدنيا كله عرضاً فانياً وظلاً متقلصاً زائلاً، لا يفتخر به بل ولا يلتفت إليه إلا من كان بهذه الأوصاف، فإذا كان أكبر همه ومبلغ علمه أثمر له الترفع
١٠٢
على والتكبر على العباد قال :﴿أن﴾ أي لأجل أن ﴿كان﴾ هذا الموصوف ﴿ذا مال﴾ أي مذكور بالكثرة ﴿وبنين *﴾ أنعمنا عليه بهما فصار يطاع لأجلهما، فكان بحيث يجب عليه شكرنا بسببهما ﴿إذا تتلى﴾ أي تذكر على سبيل المتابعة ﴿عليه﴾ ولو كان ذلك على سبيل الخصوص له ﴿آياتنا﴾ أي العلامات الدالة دلالة في غاية الظهور على الملك الأعلى وعلى ما له من صفات العظمة ﴿قال﴾ أي فاجأ هذا القول من غير تأمل ولا توقف عوضاً عن الشكر، فـ " إن " مع جاره متعلق بما دل عليه الكلام نحو كذب لأجل كونه متمكناً، ولا يتعلق بقال لأنه جزاء الشرط، ويجوز أن يتعلق بلا تطع أي لا توجد طاعته لأجل إن كان كذا، وقرىء بالكسر على أنها شرطية، فيكون النهي عن طاعته لعلة الغنى مفهماً للنهي عن طاعته عند الوصف بغيره نم باب الأولى كالتعليل بإملاق في الوأد :﴿أساطير﴾ جمع سطور جمع سطر ﴿الأولين *﴾ أي أشياء سطروها ودونها، وفرغوا فحمله دنيء طبعه على تكبره بالمال فورطه في التكذيب بأعظم ما يمكن سماعه فجعل الكفر موضع الشكر ولم يستح من كونه يعرف كذبه كل من يسمعه، فأعرض عن الشكر ووضع موضعه الكفر، فكان هذا دليلاً على جميع تلك الصفات السابقة مع التعليل بالإسناد إلى ما هو عند العاقل أوهم وأوهى من بيت العنكبوت، والاستناد إليه وحده كاف في الاتصاف بالرسوخ في الدناءة، ولا يعمل في " أن قال " بل ما دل عليه لأن ما في حيز الشرط لا يعمل فيما قبله.