ولما انجلى ما أدهشهم في الحال قالوا مضربين عن الضلال :﴿بل نحن محرومون *﴾ أي ثابت حرماننا مما كان فيها من الخير الذي لا نغيب عنها إلا سواد الليل فحرمنا الله إياها بما عزمنا عليه نم حرمان المساكين لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
وما كان القرع بالمصائب مظنة الرقة والتوبة لمن أريد به الخير، وزيادة الكفر لغيره، استأنف قوله :﴿قال أوسطهم﴾ أي رأياً وعقلاً وسناً ورئاسة وفضلاً، منكراً عليهم :﴿ألم أقل لكم﴾ أن ما فعلتموه لا ينبغي، وأن الله سبحانه وتعالى بالمرصاد لمن غير ما في نفسه وحاد.
ولما كان منع الخير ولا سيما في مثل هذا مستلزماً لظن النقص في الله تعالى إما بأنه سبحانه لا يخلف ما حصل التصديق به وإما أنه لا يقدر على إهلاك ما شح الإنسان
١٠٦


الصفحة التالية
Icon