إعلاماً بعظمته ذلك اليوم ليخشى العباد فيلزموا أسباب الإسعاد، وهذا الذي قلته من سر السبعة قد ذكره الإمام بدر الدين بن الدماميني قريب شيوخنا في الكلام على الواو من حاشيته على مغني ابن هشام عن فسير العماد الكندي قاضي الإسكندرية المسمى الكفيل بمعاني التنزيل فقال : ونقل الأستاذ فقال : ونقل الأستاذ عبد الله الكفيف المالقي أنها لغة فصيحة
١٢٨
لبعض أن يقول : واحد اثنين ثلاثة أربعة خمسة ستة سبعة ثمانية تسعة عشرة - هكذا لغتهم، ومتى جاء في كلامهم لفظ الثمانية أدخلوا الواو وقد نظم بعض أصحابنا في كون السبعة منتهى العدد أبياتاً وهي :
يا سائلي عن سر كون العدد غايته في سبعة لم تزدما سره إلا انحصار قسيمه في واحد فرد وشيء مسندوذلك الشيء الذي تسنده منحصر في واحد وأزيدفالفرد والفرد إذا ما اجتمعا زوج مع الفرد الذي لم يسندواثنان واثنان إذا ما اجتمعت أربعة تضم مع فيء اليدفتلك سبعة إذا تكاملت أربعة واثنان مع منفردوما أتى من بعده هذا فهو تكـ ـرار له لا زائد في العددثلاثة مع مثلها فرد وفر قد مضى وما مضى لا يعددوهكذا أربعة مع مثلها زوج وزوج قد مضى لا تزد
وقال الإمام محمد بن عبد الكريم الشهرستاني في مقدمة كتابه الملل والنحل : أكثر أصحاب العدد على أن الواحد لا يدخل في العدد، فالعدد مصدره الأول الاثنان، وهو ينقسم إلى زوج وفرد، فالفرد الأول ثلاثة، والزوج الأول أربعة، وما وراء الأربعة مكرر كالخمسة فإنها مركبة من فرد وزوج، ويسمى العدد الدائر، والستة مركبة من فردين، ويسمى العدد التام، والسبعة مركبة من فرد وزوج، وتسمى العدد الكامل، والثمانية مركبة من زوجين وهي بداية الأخرى فصدر الحساب في مقابلة الواحد الذي هو علة العدد وليس يدخل فيه، وذلك هو فرد لا أخ له.