ولما كان الهلع شدة الحرص وقلة الصبر، نشر معناه فقال مقدماً المعمول الذي هو الظرف على العامل بياناً لإسراعه في ذلك :﴿إذا مسه﴾ أي أدنى مس ﴿الشر﴾ أي هذا الجنس وهو ما تطاير شروره من الضر ﴿جزوعاً *﴾ أي عظيم الجزع، وهو ضد الصبر بحث يكاد صاحبه ينقد نصفين ويتفتت ﴿وإذا مسه﴾ أي كذلك ﴿الخير﴾ أي هذا الجنس وهو ما يلائمة فيعينه من السعة في المال وغيره من أنواع الرزق ﴿منوعاً *﴾ أي مبالغاً في الغمساك عما يلزمه من الحقوق للانهماك في حب العاجل وقصور النظر عليه وقوفاً مع المحسوس لغلبة الجمود والبلادة، وهذا الوصف ضد الإيمان، لأنه نصفان : صبر وشكر.
١٥٠
جزء : ٨ رقم الصفحة : ١٤٨