ولما كان ذلك قد يكون من غير عهد، قال مخصصاً :﴿وعهدهم﴾ أي ما كان من الأمانات بربط بالكلام وتوثيق ﴿راعون *﴾ أيحافظون لها معترفون بها على وجه نافع غير ضار.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ١٥٣
ولما كان أجل العهود والأمانات ما كان بإشهاد قال مبيناً لفضل الشهادة :﴿والذين هم﴾ أي بغاية ما يكون من توجيه القلوب ﴿بشهاداتهم﴾ التي شهدوا بها أو يستشهدون بها لطلب أو غيره، وتقديم المعمول إشارة إلى أنهم في فرط قيامهم بها ومراعاتهم لها كأنهم لا شاغل لهم سواها ﴿قائمون *﴾ أي يتحملونها ويؤدونها على غابة التمام والحسن أداء من هو متهيئ لها واقف في انتظارها ولما كانت أضداد هذه المذكورات نقائص مهلكات، وكان الأنفس - لما لها من النقص - نزاعة إلى النقائص ميالة إلى الدسائس، ذكر اسبحانه بالدواء المبرئ من كل
١٥٤


الصفحة التالية
Icon