ولما كان التقدير لبيان أن الله شرف الرسل بأن أعطاهم عظمة من عظمته فجعل عصاينهم عصيانه، فيكون جزاء من عصاهم هو جزاء من عصاه سبحانه وتعالى لأنهم إنما يتكلمون بأمره، فمن يطع الله ورسوله فإن له جنة نعيم يكونون فيها مدى الدهر سعداء، عطف عليه قوله :﴿ومن يعص الله﴾ أي الذي له العظمة كلها ﴿ورسوله﴾ الذي ختم به النبوة والرسالة فجعل رسالته محيطة بجميع خلقه في التوحيد أو غيره على سبيل الجحد ﴿فإن له﴾ أي خاصة ﴿نار جهنم﴾ وأكد المعنى وحققه لقول من يدعي الانقطاع فقال :﴿خالدين فيها﴾ وأكد المعنى وحققه لقول من يدعي الانقطاع فقال :﴿أبداً *﴾ وأما من يدعي أنها تحرق وأن عذابها عذوبة فليس أحد أجنّ منه إلا من يتابعه على ضلاله وغيه ومحاله، وليس لهم دراء إلا السيف في الدنيا والعذب في الآخرة بما سموه عذوبة وهم صائرون إليه وموقوفون عليه.
١٩٧
ولما ذكر تلبدهم عليه وقدم ما هو الأهم من أمره من كشف غمومهم بإعلامهم أن ذلك الذي أنكروه عليه هو الذي يحق له، ومن أنه مع ضعفه عن مقاواتهم هو عن الإعراض عن الله أضعف لأن الله أقوى من كل شيء وأنه لا يسعه إلا امتثال أمره، وأشار إلى أنهم عاجزون عن سطواته سبحانه بعدم القدرة على الإجارة عليه، صرح بذلك مهداً لهم، فقال مغيياً لتلبدهم عليه :﴿حتى إذا رأوا﴾ أي بأبصارهم فيه ﴿ما﴾ أي الشيء الذي.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ١٩٧


الصفحة التالية
Icon