حال كونه ﴿يسعى *﴾ أي يعمل بغاية جهد عمل من هو مسرع غاية الإسراع في إبطال الأمر الرباني بقلة عقله وفسد رأيه وأبى أن يقبل الحق ﴿فحشر﴾ أي فتسبب عن إدباره ساعياً وتعقبه أنه جمع السحرة طوعاً وكرهاً وزاد عليهم أيضاً جنوده ﴿فنادى *﴾ أي في المجامع ﴿فقال﴾ أي مناديه الذي لا يشك أنه عنه، فكان قوله كقوله :﴿أنا﴾ وقال حمزة الكرماني : قال له موسى عليه السلام : إن ربي أرسلني إليك، لئن آمنت بربك تكون أربعمائة سنة في السرور والنعيم، ثم تموت فتدخل الجنة، فقال : حتى أستشير هامان، فاستشاره فقال : أتصير عبداً بعد ما كنت رباً تعبد، فعند ذلك بعث الشرط وجمع السحرة والجنود، فلما اجتمعوا قام عدو الله على سريره فقال : أنا ﴿ربكم الأعلى *﴾ فكان هذا نداؤه يعني كلكم أرباب بعضكم فوق بعض وأنا أعلاكم، ولا رب فوقي أصلاً، وذلك لأن الإله عنده الطبيعة، وهي مقسمة في الموجودات، فهم كلهم أرباب، ومن كان أعلى كان أقعد في المراد، وهو كان أعلى منهم فقبحه الله ولعنه ولعن من تمذهب بمذهبه كابن عربي وابن الفارض وأتباعهما حيث أنكروا المختار الملك ثم الحلاج بعد فرعون هذا الذي لم يصرح الله بذم أحد ما صرح بذمه، ولم يصرح بشاق أحد ما صرح بشقائه، كهذه الآية فإنها مصرحة بوقوع نكاله في الآخرة كما وقع في الدنيا، وقوله تعالى :{فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان
٣١٥


الصفحة التالية
Icon