غير ذلك فقال :﴿وما﴾ أي والحال أنهم ما ﴿هم عنها﴾ أي الجحيم ﴿بغائبين *﴾ أي بثابت لهم غيبة ما عنها في وقت ما، بل هم فيها خالدون جزاء لأعمالهم وفاقاً وعدلاً طباقاً حتى الآن في دار الدنيا وإن كانوا لا يحسون بها إلا بعد الموت لأن الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٣٥٠
ولما علم أن الوعيد الأعظم يوم الدين، هول أمره بالسؤال عنه إعلاماً بأنه أهل لأن يصرف العمر إلى الاعتناء بأمره والسؤال عن حقيقة حاله سؤال إيمان وإذعان لا سؤال كفران وطغيان، ليكون أقعد في الوعيد به فقال :﴿وما أدراك﴾ أي أعلمك وإن اجتهدت في طلب الدراية به ﴿ما يوم الدين *﴾ أي أيّ شيء هو في طوله وأهواله وفظاعته وزلزاله.
ولما كانت أهواله زائدة على الحد، كرر ذلك السؤال لذلك الحال فقال معبراً بأداة التراخي زيادة في التهويل :﴿ثم ما أدراك﴾ أي كذلك ﴿ما يوم الدين *﴾.


الصفحة التالية
Icon