ولم تقدم أن فائدة الذكر النقل من خلق إلى خلق، وكان من المعلوم أن تحويل جبل من مكانه أيسر من تحيل شخص عن خلقه وشأنه، وتقدم أن أجر المجاهد في ذلك الجنات الموصوفة، وكان ذلك يحتاج إلى قدرة تامة، دل على قدرته سبحانه عليه بقوله :﴿الله﴾ أي الذي له جميع صفات الكمال التي القدرة الشاملة إحدها، ثم أخبر عنه بما يدل على ذلك لأن الصنعة تدل على الصانع وعلى ما له من الصفات فقال :﴿الذي خلق﴾ أي أوجد وحده من العدم بقدرته على وفق ما دبر بعلمه على هذا المنوال البديع القريب ﴿سبع سماوات﴾ أي وإنهم يشهاهدون عظمة ذلك ويشهدون أنه لا يقدر عليه إلا تام العلم كامل القدرة، ثم زاد على ذلك ما أنتم أعرف به فقال :﴿ومن الأرض مثلهن﴾ أي سبعاً كما دل عليه حديث سعيد بن زيد وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين "من أخذ شبراً من الأرض بغير حقه طوقه من سبع أرضين" ولفظ ابن عمر رضي الله عنهما : خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين، وقد تقدم في سورة السجدة ما ينفع في ذلك، وظاهره يدل على أنها كما هي مثلها في العدد فهي مثلها في
٣٩


الصفحة التالية
Icon