ولما كان الجلد جديراً بأنه إذا مد أن يبين عن كل ما فيه من غيره قال :﴿وألقت ما فيها﴾ أي أخرجت ما في بطنها من الأموال والكنوز والأموات إخراجاً سريعاً كأنها تذفه قذفاً، وذلك أيضاً بكالبساط إذا نقض ﴿وتخلت *﴾ أي تعمدت وتكلفت الخلو عن ذلك والترك له بغاية جهدها، أي فعل ذلك سبحانه فعلاً كانت الأرض كأنها فاعلة له على هذا الوجه، فصارت خلية عن كل شيء كان في بطنها، وصار بارزاً على ظهرها، ولما كان هذا ربما أوهم أنه بغير أمره سبحانه وتعالى قال :﴿وأذنت لربها﴾ أي فعلت ذلك بإذن الخالق لها والمربي وتأثرت في ذلك عن تأثيره لا بنفسها، وفعلت فيه كله فعل السميع المجيب ﴿وحقت *﴾ أي وكانت حقيقة بذلك كما أن كل مربوب كذلك وتكرير " إذا " للتنبيه على ما في كل من الجملتين من عظيم القدرة، والجواب محذوف _ لأنه في غاية الانكشاف بما دل عليه المقام مع ما تقدم من المطففين وما قبلها من السور وما يأتي في هذه السورة تقديره : ليحاسبن كل أحد على كدحه كله فليثوبنّ الكفار ما كانوا يفعلون وليجازين أهل الإسلام بما كانوا يعملون.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٣٦٧


الصفحة التالية
Icon