ولما ذكر البناء ذكر المهاد فقال :﴿والأرض﴾ أي التي هي فراشكم بمنزلة محال تصرفاتكم بالعقل في المعاني المقصودة ﴿وما طحاها *﴾ أي بسطها على وجه هي فيه محيطة بالحيوان كله ومحاط بها في مقعر الأفلاك،  وهي مع كونها ممسكة بالقدرة كأنها طائحة في تيار بحارها،  وهي موضع البعد والهلاك ومحل الجمع - كل هذا بما يشير إليه التعبير بهذا اللفظ إشارة إلى ما في سعي الإنسان من أمثال هذا،  قال أهل البصائر : وليس في العالم الآفاقي شيء إلا وفي العالم النفساني نظيره،  والنشدوا في ذلك :
دواؤك فيك وما تشعر وداؤك منك وتستنكر وتحسب أنك جزء صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٤٣٧