ولما كان المعنى كأنه لا يبالي بمظاهرة كما عبر عنه بعلته، فقال مؤكداً إعلاماً بأن حال المتظاهرين عليه حال المنكر لمضمون الكلام :﴿فإن الله﴾ أي الملك الأعظم الذي لا كفوء له ﴿هو﴾ أي بنفسه الأقدس وحضرة غيب غيبه التي لا يقوم لما لها من العظمة شيء ﴿مولاه﴾ أي ناصره والمتولي من أمره ما يتولاه القريب الصديق القادر وكل من له وعي يعلم كفايته سبحانه في ذلك فهو يعمل أبلغ ما يعمله مولى مع من هو متول لأمره وفي معاونته لنبيه ﷺ إظهار لشرفه ومراعاة لحفظ خاطره وشرح لصدره.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٤٧
ولما كانت النفوس لمبنى هذا الدار على حكمة الأسباب مؤكلة بها ناظرة أتم نظر إليها، وكان نساء النبي ﷺ لكثرة ما يتلى في بيوتهن من آيات الله والحكمة على لسان جبريل عليه الصلاة والسلام وكثر تردده إلى النبي ﷺ في بيوتهن ويعلمهن قد صار عندهن بذلك من الأسباب الظاهرة المألوفة، وكان هو أعظم أنصار النبي ﷺ قال :﴿وجبريل﴾ لأنه من أعظم الأسباب التي يقيمها الله سبحانه.


الصفحة التالية
Icon