ولما كان دوام العبادة مسهلاً للخروج عن الدنيا قال :﴿سائحات﴾ أي متصفات بصفات الملائكة من التخلي عن الدنيا والاستغراق في الآخرة بما أدناه الصيام ماضيات في ذلك غاية المضاء ليتم الانقايد لله ولرسوله ﷺ، لأن من كان هكذا لم يكن له مراد، فكان تابعاً لربه في أمره دائمً ويصير لطيف الذات حلو الشمائل، قال الملوي : والمرأة إذا كانت كثيرة الصيام قليلة الأكل يقل عرقها ويصغر كرشها وتطلف رائحتها وتخف حركتها لما يراد منها - انتهى.
وسوق هذه الأوصاف هذا السياق في عتاب من هو متصف بها معرف أن المراد منها التمام لا سيما وهي لا يوجد وصف منها على سبيل الرسوخ إلا كان مستلزماً لسائرها، فلذلك لم يحتج في تعدادها إلى العطف بالواو.
والتجريد عنه أقعد في الدلالة على إرادة اجتماعها كلها.
٥٠
ولما أكمل الصفات النافة في أمر العشرة ولم يبق إلا الصفات الكونية وكان التنويع إلى عارفة بالعشر وباقية على أصل الفطر، ألذ وأشهى إلى النفس، قال مقسماً للنساء المتصفات بالصفات الست عاطفاً ثاني الوصفين بالواو للتضاد ﴿ثيبات﴾ قدمهن لأنهن أخبر بالعشرة التي هذا سياقها ﴿وأبكاراً﴾.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٤٧


الصفحة التالية
Icon