ولما علم من السياق تعظيمها بعظمة ما انزل فيها وبالتعبير عنها بهذا، قال مؤكداً لذلك التعظيم حثاً على الاجتهاد في إحيائها لأن للإنسان من الكس والتداعي إلى البطالة ما يزهده في ذلك :﴿وما أدراك﴾ أي وأي شيء أعلمك وأنت شديد التفحص ﴿ما ليلة القدر *﴾ أي لم تبلغ درايتك وأنت أعلم الناس غاية فضلها ومنتهى عليّ قدرها على ما لك من سعة العلم وإحاطة الفكر وعظيم المواهب.
ولما ثبتت عظمتها بالتنبيه على أنها أهل لأن يسأل عن خصائصها، قال مستأنفاً :﴿ليلة القدر *﴾ أي التي خصصناها بإنزالنا له فيها ﴿خير من ألف شهر *﴾ أي خالية عنها أو العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، وذلك ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر، قالوا : وهي مدة ملك بني أمية سواء، وتسميتها بذلك
٤٩١