إنهم قالوا عند نزولها : أي نعيم وإنما هما الأسودان : التمر والماء، وسيوفنا على رقابنا والعدو حاضر، قال :"إن ذلك سيكون" له شاهد عند الطبراني عن ابن الزبير رضي الله عنهما، وعند الطبراني أيضاً عن الحسن البصري مرسلاً، فقد التحم آخرها بأولها على وجه هو من أطلف الخطاب، وأدق المسالك في النهي عما يجر إلى العذاب، لان العاقل إذا علم أن بين يديه سؤالاً عن كل ما يتلذذ به علم أنه يعوقه ذلك في زمن السؤال عن لذاذات الجنة العوال الغوال، فكان خوفه من مطلق السؤال مانعاً له عن التنعم بالمباح فكيف بالمكروه ثم كيف بالمحرم ؟ فكيف إذا كان السؤال من ملك تذوب لهيبته الجبال ؟ فكيف إذا كان السؤال على وجه العتاب ؟ فكيف إذا جر إلى العذاب ؟ فتأمل كلام خالقك ما ألطف إشاراته وأجل عباراته، في نذاراته وبشاراته - والله أرحم.
٥٢٠
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٥١٦