العرب فهزمهم وقتل منهم، فملا دوّخهم دانوا له، فلما وصل إلى المغمس خرج إليه بعد المطلب جد النبي ﷺ، فعرض عليه ثلث أموال تهامة على أن يرجع عنهم، وقيل : بل كانت طلائعه أخذت له مائتي بعير فطلبها منه فقال : قد كنت أعجبتني حين رأيتك، فزهدت فيك حين تكلمني في مائتي بعير، وتترك كلامي في بيت هو دينكم وفي عزكم ؟ فقال : أنت وذاك، فرد عليه إبله فساقها ومضى، وأمر قريشاً أن يتفرقوا في الشعاب ويتحرزوا في الجبال، وأتى عبد المطلب الكعبة فأخذ بحلقة الباب وجعل يقول
٥٢٩
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٥٢٨
يا رب لا أرجو لهم سواكا فامنعهم أن يقربوا قراكا
- وقال :
لا هم إن المرء يمـ ـنع رحله فامنع حلالك لا يغلبن صليبهم ومحالهم عدواً محالك جروا جميع تلادهم في الفيل كي يسبوا عيالك عمدوا حماك بكيدهم جهلاً وما رقبوا جلالك إن كنت تاركهم وكعـ ـبيتنا فأمر ما بدا لك