المحاويج، والبشارة بقطع دابر أعدائه ونصر جماعة أوليائه، كما أن من مقاصد الأعراف المناظرة لها في رد المقطع على المطلع تهديد الظالمين بالإهلاك في قوله ﴿وكم من قرية أهلكناها﴾ [الأعراف : ٤]، وتصير ذلك بذكر مصارع الماضين لمخالفتهم الرسل عليهم الصلاة والسلام والأمر بالصلاة وستر العورة وما يقصد بالنحر بقوله :﴿خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا﴾ الآيات ﴿الأعراف : ٣١]، وذكر من يمنح ماء الجنة ومن يمنعه بقوله تعالى :{ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أو أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله﴾ الآيات ﴿الأعراف : ٥٠]، وقوله تعالى :{ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم﴾ [الأعراف : ١٥٧] هذا ما يتعلق بتفسير تراكبيها وجملها، وتأويل تفاصيلها ومجملها، وكذا نظيرتها في مبادئ أمرها ومكملها، ثم إن هذه السورة عشر كلمات في الكتابة إشارة إلى أن تمام بتر شأنئه يكون مع تمام السنة العاشرة من الهجرة، وكذا كان، لم تمض النسة الحادية عشر من الهجرة وفي جزيرة العرب إلا من يرى أشرف أحواله بذل نفسه وماله في حبه، وإذا أضفنا إليها الضميرين المستترين كانت أثنتنا عشرة، وفي السنة الثانية عشرة من النبوة بايعه ﷺ الأنصار على منابذة الكفار، وإذا أضيف إلى العشرة الضمائر البارزة الخمسة كانت خمس عشرة، فتكون إشارة إنه ﷺ عند تمام السنة الخامسة عشر من نبوته يبسط يده العالية لبتر أعدائه وكذا كان في وقعه بدر الرفيعة القدر، ففي ضمائر الاستتار كانت البيعة وهي مستترة كانت سبع عشرة، وفي السنة السابعة عشرة من نبوته كانت غزوة بدر الموعد، وفى فيها النبي ﷺ بالوعد في الإتيان إلى بدر للقاء قريش للقتال ومقارعة الأبطال، فآذنهم الله فلم يأتوا، وإنما اعتبر ام بعد الهجرة من أحوال النبوة عندما عدت