ولما سألت ما حيّزها إلى جناب الله سألت ما يباعدها في الدارين من أعدائه فقالت :﴿ونجني﴾ أي تنجية عظيمة ﴿من فرعون﴾ أي فلا أكون عنده ولا تسلطه عليّ بما يضرني عندك ﴿وعمله﴾ أي أن أعمل بشيء منه ﴿ونجني﴾ أعادت العامل تأكيداً ﴿من القوم الظالمين *﴾ أي الناس الأقوياء العريقين في أن يضعوا أعمالهم في غير مواضعها التي أمروا بوضعها فيها فعل من يمشي في الظلام عامة، وهم القبط، لا تخالطني بأحد منهم، فاستجاب الله تعالى دعاءها وأحسن إليها لأجل محتبها للمحبوب وهو موسى عليه الصلاة والسلام كما يقال : صديق صديقي داخل في صداقتي، وذلك أرها الله بيتها في الجنة ولم يضرها كونها تحت فرعون شيئاً لأنها كانت معذورة في ذلك، فالآية من الاحتباك : حذف أولاً " فلم تسألا الجنة " لدلالة " رب ابن لي " ثانياً عليه، وحذف ثانياً " كانت تحت كافر " لدلالة الأول عليه.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٥٨
ولما أتم المثل بمن أساءتا الأدب فلم تنفعهما الوصلة بالأولياء بل زادتهما ضرراً للإعراض عن الخير مع قربه وتيسره، وبمن أحسنت الأجب فلم تضرها الوصلة بأعدى الأعداء بل زادتها خيراً لإحسانها مع قيام المغتر بها عن الإحسان ضرب مثلاً بقرينتها في
٥٩


الصفحة التالية
Icon