بنقطع حينئذ، وتقول : طحنت بالرحى بتاً - إذا ابتدأ الإدارة عن يسارك، كأنه دال على القطع بتمام العزيمة لأن ذلك أقوى للطاحن وأمكن، وانبت الرجل : انقطع ماء ظهره، ويقال : هذا حبل بتّ : إذا كان طاقاً واحداً، كأنه لما كان كذلك فكان سهل القطع أطلق عليه القطع مبالغة مثل عدل، وقد انبت فلان عن فلان - إذا انقطع وانقبض.
ولما أوقع سبحانه الإخبار بهلاكه على هذا الوجه المؤكد لما كان لصاحب القصة وغيره نم الكفار من التكذيب بلسان حاله وقاله لما له من المال والولد، وما هو فيه من القوة بالعَدد والعُدد، زاد الأمر تحققاً إعلاماً بأن الأحوال الدنيوية لا غناء لها فقال مخبراً، أو مستفهماً منكراً ﴿ما أغنى﴾ أي أجزى وناب وسد ﴿عنه﴾ أي عن أبي لهب الشقي الطريد المبعود عن الرحمة مع العذاب ﴿ماله﴾ أي الكثير الذي جرت العادة بأنه ينجي من الهلاك.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٥٦٧


الصفحة التالية
Icon